رعى وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة مساء يوم 28/4/2024 الاحتفال بمئوية مدرسة كفر أسد الأساسية، وذلك في مبنى بلدية الوسطية، بحضور متصرف لواء الوسطية زيد الهباهبة.
وأكد المحافظة خلال الحفل الذي نظمته بلدية الوسطية بالتعاون مع اللجنة المنظمة للاحتفال، أن مدرسة كفر أسد الثانوية تُحاكي مئوية الدولة الأردنية ونهضتها التعليمية منذ نشأة الإمارة، حتى يومنا هذا فهي تُؤرّخ لتطور التعليم عبر مسيرة قرن ونيف من مسيرة الأردن؛ لتكون منارة تعليمية من منارات هذا الوطن، وعلامة مضيئةً على هذا التطور، وأداةً فاعلةً في بناء أجيالٍ منتجة في شتى المجالات قادرة على تحقيق التطلعات والتوقعات.
وأضاف أننا في وزارة التربية والتعليم نفتخر بهذا الصرح التعليمي وأمثاله على امتداد ربوع وطننا، مبينًا أن الوزارة تسعى جاهدة إلى تطوير وتحسين البيئات التربوية، وتوفير كل مصادر التعلم المُتاحة رغم التحديات والمعيقات وتعمل بكل ما لديها من إمكانات للنهوض بالتعليم واللحاق بركب العصر، وذلك إدراكًا منها بأنَّ المدرسة هي اللبنة الأساسية في بناء النظام المؤسسي التعليمي، والمجتمع المتحضر، من خلال دورها الكبير في تنمية المجتمع، وإنشاء جيلٍ متعلم قادر على إحداث التغيير الإيجابي المنشود.
وبين أن الوزارة تسعى انسجاما مع الرؤى الملكية وفلسفة وزارة التربية والتعليم وخططها الاستراتيجية، إلى تطوير وتحديث منظومتها التعليمية؛ لتحقيق التعلم النوعي وصولاً لأفضل المكاسب في تحسين نتائج التعلم لدى الطلبة، وجني المنافع التعليمية المستدامة في التعليم، فالتعليم هو سر التقدم وقوة الأمم ونهضتها وهو السبيل الى التنمية الذاتية وطريق المستقبل للمجتمعات، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني يجب ان يستعيد التعليم في الأردن ألقه وتميزه وهذا يتطلب عملاً دؤوباً يتناول كافة عناصر العملية التعليمية من إعداد المعلمين وتدريبهم واختيار القيادات التربوية الكفؤة وتطوير المناهج وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة واستخدام التكنولوجيا في التعليم.
وأشار المحافظة إلى أن المعلم يعتبر أساس العملية التعليمية ما يتطلب منه الالتزام بتقديم المعرفة لطلابه وتطويرها والقدرة على التنظيم والتخطيط للفصل الدراسي قبل بدايته وتنظيم المدة الزمنية للدروس والمساواة في معاملة الطلاب دون تحيز وامتلاك مهارات السرد القصصي التي تعتبر من أكثر المهارات التي تزيد من مشاركة الطلبة وترفع مستوى تفاعلهم والمهارة في إدارة النقاش والحوار والقدرة على الإجابة على تساؤلات الطلبة.
وأكد أن إدارة المدرسة تلعب دوراً حاسماً في تحسين أداء الطلبة وتطوير العملية التعليمية التعلمية، وأن تطوير إدارة المدارس يعد تحدياً هاماً يتطلب الابتكار والتفكير الإبداعي في تبني أفكار جديدة ومبتكرة تتناسب مع تطلعات الطلبة وتواكب متطلبات العصر ما يحقق التميز في العملية التعليمية، ومن هنا تبرز أهمية اختيار المدير المناسب للمدرسة، فالقائد الناجح متطلب أساسي لنجاح وتميز الفريق الذي يقوده.
كما أكد أن للتكنولوجيا دور مهم في العملية التعليمية ويتجلى ذلك من خلال تحسين أداء المعلمين وطرق التدريس وتعزيز تفاعل الطلبة ومشاركتهم في العميلة التعليمية، ويمكن أن يكون لتوظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية، تأثيرًا كبيرًا على تحسين النتائج التعليمية وتعزيز تجربة التعلم لدى الطلبة وذلك من خلال توفير الأجهزة والموارد التكنولوجية والتكامل بين التكنولوجيا والمناهج الدراسية وتبني التعلم القائم على المشاريع والاكتشاف واستخدام التكنولوجيا في التواصل والتعاون بين الطلاب والمعلمين وبين الطلاب أنفسهم واستخدام التكنولوجيا في عملية التقييم والمتابعة، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يتيح فرصاً هائلة لتحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعليمية مخصصة وشخصية للطلبة، إذ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتوجيه التعليم وتعليم الطلبة وتطوير أنظمة تقييم ذكية وتطوير المناهج وتدريب المعلمين.
وأشار إلى أن مدرسة كفر أسد الثانوية ومنذ تأسيسها قبل مئة عام أسهمت على تأصيل مسيرة النهوض في التعليم، والحفاظ على قيمه الجوهرية، فكانت وعاءً لماضي التعليم العريق، وأداة لتطوير حاضره، من خلال تعاقب نخبة من مديري المدرسة المتميزين والمعلمين المخلصين الذين خرجوا أجيالا منتجة ومؤثرة في المجتمع ، مُشكلةً بذلك باكورة التعليم في الأردن، وحاضنةً للممارسات التعليمية الحديثة عبر تاريخها العريق؛ فكانت قاعدة لأساس النظام التعليمي منذ نشأته، وامتدادًا لتطوره وتكيفه مع متطلبات العصر ومتغيراته استيعابًا وابتكارًا وعطاءً.
ووجه الدكتور محافظة التحية للرواد الأوائل من المديرين والمعلمين الذي تعاقبوا على هذه المدرسة ومنهم من قضى نحبه ومنهم مازال ينشر عبق التاريخ ويمثل قيم العراقة والسمو أينما حل، مبينًا أنهم قدموا التعليم بطريقة تربوية وإنسانية مليئة بالقيم والمثل العليا، فكل الشكر للكادر الإداري والتدريسي الذي حقق النجاح تلو النجاح، ورسم طريقًا مليئًا بالتجديد والرغبة العارمة في مواكبة التطور المستدام.
وأعرب عن شكره للمجتمع المحلي ومجلس التطوير الذي احتضن ودعم وقدّم كل سُبل النجاح لهذا الصرح التعليمي العريق عبر منظومة من العلاقات المتكاملة ما بين المدرسة والمجتمع المحلي، مبنية على إخلاص حقيقي للوطن، وإصرار دائم على العطاء.
كما أعرب عن شكره لبلدية الوسطية ممثلة برئيسها المهندس عماد العزام على ما يقدمه من دعم ومساندة للمدارس في لواء الوسطية فضرب بذلك المثل الذي يحتذى على سلطه الإدارة المحلية التي نريد ويحتاجها المجتمع فهي تتلمس حاجات مجتمعها وتسارع إلى تلبيتها.
و أعرب الدكتور محافظة عن تمنياته لمدرسة كفر أسد الثانوية للبنين ولجميع مدارس اللواء دوام التقدم والتميز في مسيرة الأردن التعليمية، وشكره للكوادر الإدارية والتعليمية في اللواء على جهودهم الخيرة في بناء هذا الوطن.
من جانبه، عرض رئيس بلدية الوسطية عماد العزام في كلمته دعم وانجازات البلدية لقطاع التعليم، مبينًا أن البلدية على مدار السنين قامت بدعم المدارس التابعة للواء بمنحة ايطالية لتركيب طاقة شمسية، وكذلك قامت بدعم (25) مدرسة تابعة للواء بوحدات طاقة شمسية، وقدمت 16 دونما كتبرع لإنشاء معهد للتدريب المهني ومدرسة للتدريب المهني تخدم أبناء اللواء .
بدورهما، عرض رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال الدكتور أحمد البشايرة، (وهو أحد طلبة المدرسة)، وأحد معلمي المدرسة من الرعيل الأول المحامي عيسى عويس، في كلمتيهما خلال الحفل، مسيرة التعليم منذ بداياتها في عشرينيات القرن الماضي، مبينين أن المدرسة كانت حاضنة للعلم والمعرفة، وشهدت العديد من التغييرات والتطورات .
وأشارا إلى أن المدرسة التي تخرج منها أشخاص ساهموا في رفعه الوطن وتقدمه سواء على الصعيد المدني أو العسكري، وكانت الرافد لمؤسسات الدولة، باتت بحاجة ماسة للرعاية وبذل المزيد من الجهد والمال لتبقى مستمرة في مسيرة التقدم والنماء.
وتضمنت فعاليات الحفل، عرض عن تاريخ تأسيس المدرسة منذ 1923 ، وقراءة الفاتحة على أرواح المعلمين والطلبة الذين فقدتهم القرية، بحضور الوزير الأسبق وليد المصري والنائب السابق محمود مهيدات ومدير عام مؤسسة التدريب المهني أحمد الغرايبة ومدير عام الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات ومدير مستشفى الملك المؤسس عبدالله الثاني الدكتور خلدون بشايرة ورئيس جامعة آل البيت أسامة نصير ومدير بنك تنمية المدن والقرى أسامة العزام وأمين عام حزب تقدم خالد البكار وعضو مجلس محافظة إربد عدي خراشقة والنائب السابق نايف العمري وعدد من أهالي لواء الوسطية وطلبة المدرسة.
وجال الدكتور محافظة في مرافق المدرسة، مستمعًا لإيجاز حول المدرسة قدمه مدير التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية الدكتور تيسير الجراح، ومديرة المدرسة، بحضور مدير تربية قصبة إربد ورؤساء الأقسام في مديرية التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية. وفي ختام الحفل، كرم الدكتور محافظة عددًا من الداعمين للقطاع التربوي من المجتمع المحلي ومدراء المدرسة ومعلميها السابقين.
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390