الرئيسية/
الاخبار / مقال للدكتور رياض شديفات مدير التربية والعليم
شارك
الاثنين, تموز 25, 2016
الإرهاب الأعمى قبيل عيد الفطر المبارك الإرهاب الأعمى يضرب خبط عشواء بطريقة همجية لا تعرف حرمة الزمان والمكان ،وبمنطق لا يمكن تبريره وتفسيره لا بدين ، ولا بعقل سليم ، ولا حتى بالعقلية السادية من مصاصي الدماء ومتوحشي البشر ، فما تطالعنا به الاخبار يوميا من هجمات إرهابية دامية تستهدف البشر والحجر ، وما تنقله لنا الصور من تفجيرات تستهدف أمن البلاد والعباد في كثير بقاع العالم العربي والإسلامي ، وفي بقاع أخرى من العالم تستهدف أمن المجتمعات الأمنة المستقرة يثبت أن الإرهاب ...أعمى لا دين له ، ولا إنسانية. فقبل أيام ضرب الإرهاب الأعمى بعض جنودنا على الحدود الشمالية لينضم عدد منهم إلى كوكبة الشهداء ، ثم رأيناه يضرب مطارا حيويا في تركيا ليذهب ضحية إجرامه العديد من الاطفال والنساء والأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في المكان الذي استهدف من قبل مرتكبي هذا الفعل الشنيع ، ثم رأيناه يستهدف المملكة العربية السعودية في أمنها في اماكن في غاية الحساسية والقدسية ، ففي المدنية المنورة حيث المسجد النبوي لترويع الآمنين والباحثين عن الأمن والطمأنينة ، وفي جدة حيث الأمن الاقتصادي ومتعة التسوق ، وفي القطيف حيث حساسية المذهب والطائفة ليرسلوا رسائل تمس الأمن والدين والاقتصاد . ولا شك أن الطريقة التي يفكر بها مرتكبي هذه الأفعال هي عقلية المختلين عقليا ، وأن النفسية التي ينطلقون هي نفسية مرضى النفوس ، فمن تلوثت يده بقتل الأبرياء لا يعد سويا بحال من الأحوال ، فالدماء معصومة في كل الأديان ، وفي كل الشرائع السماوية والوضعية ، وما يقوم هؤلاء بلباس الدين هو دليل إدانة لهم بنصوص الدين الواضحة التي تحرم قتل النفس ، وبوصايا الرسول التي تحرم المساس بحجر، أو شجر، أو طفل، أو شيخ ، أو امرأة ، وما يفعله هؤلاء هو اعتداء على كل هذه الوصايا ، وعلى تلك النصوص والمواثيق التي جاءت لتمنح الإنسان أي كان هذا الإنسان نعمة الأمن والسلام والعيش في ظلال الكرامة الإنسانية . ويمكن اطلاق وصف الوباء على هذا الداء الخطير الذي لا يعرف الحدود والحواجز ، ولا يعترف بالمناعة الصحية ، ولا المناعة الثقافية ، ولا المناعة الوطنية ، ولا المناعية الدينية ، ولا يقيم وزنا للفتاوى التي تحرم هذا السلوك ، ولا يقيم وزنا للوصايا والثقافات التي تدعو إلى التعايش بين بني الإنسان ، وهذه الأمور مجتمعة تقتضي جعل الأمن أولوية قصوى بمزيد من الحرص والوعي والانتباه والجاهزية ، وزيادة أفراد الأمن الساهرين على أمن الوطن ، واعداداهم وتدريبهم وتكريمهم ليبقى الوطن واحة أمن وسلام ، اللهم إنا نستودعك آمننا وبلادنا ووطننا وبلاد المسلمين بحفظك ورعايتك وعنايتك وبعينك التي لا تنام . د . رياض خليف الشديفات / المفرق / 29/رمضان / 1437للهجرة .