بقلم عطوفة الدكتور رياض الشديفات مدير التربية والتعليم
المعلمون صُنّاع الأمل والحياة في المجتمع
المعلمون هم صناع الأمل في المجتمع، يزرعون الأمل في نفوس الطلبة بمستقبل آمن زاهر يحلمون به ويطمحون في الوصول إليه ، يفتحون آفاق المستقبل أمامهم في كل موقف تعليمي ، يزرعون المحبة في قلوب تلاميذهم ، يبذرون بذور الكلمة الطبية في كل صباح عند إلقاء التحية على تلاميذهم ، يعلمون تلاميذهم حب الوطن عندما ينشدون نشيد العلم والوطن ببراءة وصدق وحماسة لا تجدها صادقة وخالصة إلا عند هم ، ولا سيما البراعم الصغيرة التي لم تتلوث براءتها بهموم الحياة ومنغصاتها .
صناعة الأمل لا يتقنها إلا معلم نذر نفسه لتعليم الخير والحب ، ويكفي المعلم فخرا أن الملائكة تستغفر له ، وأن الحيتان في البحر تستغفر له ، وأن كلماته تثمر ولو بعد حين من الزمن ، وأن حروفه وكلماته صدقة جارية في ميزان حسناته لا تتوقف حتى تنقضي الدنيا .
لا أعرف أحد في الحياة يستطيع أن يرسم البسمة بعفوية على شفاه تلاميذه أكثر من المعلم ، ولا أعرف أحد يملك صياغة نفوس الطلبة وعواطفهم إلا المعلم لأنها رسالته التي لا يتقنها إلا هو ، ولا أعرف في وطني من هو أجدر من المعلم في نقش كلمات الحب والخير لدى طلابه وتلاميذه ، فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وما أجمل أن يردد التلميذ كلمات استاذه حين يخلو مع نفسه ، أو حين يلعب مع رفاقه ببراءة ، فهذه تعدل الكثير الكثير لمن يقدر ذلك ، فبسمة تلميذ خير من مال كثير .
أن غرس حب العلم أمانة في عنق المعلم ، وتعليم الإبداع بكل فنونه احدى مسؤوليته الوطنية والوظيفية ، وغرس حب الوطن والدفاع عنه من واجباته النبيلة تجاه وطنه ومجتمعه ، ورفع معنويات الجيل من أولويات مهامه المطلوبة منه ، وهو أقدر الناس على زرع التفاؤل وطرد اليأس والإحباط ، ودعوة الجيل إلى القراءة والمطالعة هي من وظائفه الهامة ، فكل خلل في المجتمع قد يكون المعلم من أسبابه ، وكل أمل في المجتمع هو من صانعيه ، فما أنبل رسالة المعلم ! وما أعظم ما يطلب منه ! وما أعظم الأجر الذي ينتظره ! فعلى بركة الله سيروا أيها المعلمون ، وعلى ربكم توكلوا في بناء جيل الأمل والخير لهذا الوطن .
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390