بأيديهم المعطاءة التي تعد الوطن بالأمل وقلوبهم التي تكتنز في ثناياها براءة و كبرياء هذا المشهد الذي يتكرر بشكل مستمر طوال أيام العام الدراسي وفي البقعة الخضراء دير علا العطاء وقرب ضريح الصحابي الجليل ضرار بن الازور الاسدي وعلى ضفاف نهر صناعي يحاذي البيوت و المدارس و الممتد لمسافة 110 كيلو كشريان يحمل معه الحياة تضطلع مدرسة ضرار بن الازور الثانوية بدور اجتماعي كبير يسهم في غرس حب الوطن وروح العمل التطوعي والتفاني لدى فتية بعمر النعناع البري النابت على ضفة قناة الملك عبد الله و الذي يملأ الفضاء عبقا فواحا حيث يعمل الرجال الصغار وبرفقه معلميهم حسين ابوصليح وناصر الشطي و غالب البلاونة في مبادرة (أنا أشارك ) و التي تهدف إلى أصلاح السياج حول مجرى القناة والجسر الواقع عند مدخل المدرسة وبعدما أصبحت القناة تشكل تهديدا للحياة العديد من البشر بعد تكرار حوادث الغرق فيها خاصة في السنوات المنصرمة حيث بدء العمل بإطلاق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ) وبعد أن لمس الجميع أن الجسر و السياج المتهالك باتا خطرا حقيقيا على المارة و طلبة المدارس ليتسارع الجميع والكل من موقعه إفرادا و مؤسسات وعلى رأسهم سلطة وادي الأردن صاحبة الاختصاص بكل ما يتعلق بالقناة, وتنطلق المبادرة وبعدما تم توفير مستلزمات العمل الطلبة هم أداة التخطيط و التنفيذ ليشكلوا أجمل لوحة يتفاعلون فيها مع مجتمعهم لتكون بحق ظاهرة يشار إليها بالبنان و تستمر المبادرات الطلابية في لواء دير علا بمشاركة فاعلة مع المجتمع.
فتتعدد وتتنوع طرائق تقديمها ولتتعدى الصور النمطية في تقديم المساعدة ، ولتشكل بذرة تنمو مع الأيام لتشكل ملامح عمل تطوعي إنساني يكبر مع الإنسان من سنواته الأولى ينطلق من غيرة على المحيط الذي يعيش فيه و يقضي فيه أغلب سويعات يومه و بالنسبة للطالب تكون المدرسة النواة الأولى لعمل التطوعي
حيث يشكل المعلم في الكثير من المراحل الحافز لدى الكثيرين إلا أنه لمدارس لواء دير علا يشاهد بأم عينه مدى اندفاع الطلبة نحو المدرسة فعلى سبيل المثال تعتبر مدرسة الفاروق المهنية محطة هامة لجميع أعمال الصيانة لجميع مدارس اللواء كونها تحتضن بين جنابتها مشاغل لأعمال الحدادة و النجارة عدا عن كونها ترفد المدارس الأخرى باحتياجاتها من المواد الأولية فطلبتها الذين يلتحقون ببرامج التعليم المهني يعتبرون هم العماد الرئيسي لأغلب أعمال الصيانة في اللواء أي ما نسبته 60 % حسب مدير المدرسة ناصر الخطيب كذلك هو الحال في مدارس أخرى من اللواء يتوالى الطلبة و برغبة ذاتية أعمال مماثلة فمدير مدرسة الرويحة الأساسية للبنين ناصر الكردي يقول تفأجات في بداية العام الدراسي أن مجموعة من الطلبة شكلوا فريقا لصيانة المقاعد المدرسية من تلقاء أنفسهم فلم نحتج إلى أي عامل من خارج أسوار المدرسة ولم يتم صرف أي فلس على أعمال الإصلاح و الصيانة كذلك هو الحال في مدرسة خزما الأساسية للبنين عندما تصدى الطلبة إلى مبادرة تنظيف مدرستهم بدءا من الحديقة وحرثها والسور الخارجي وبالتعاون مع بلدية دير علا الجديدة التي أمنت المعدات اللازمة لحملة التنظيف و تجميل المدرسة بمشاركة رئيس البلدية مصطفى الشطي و أعضاء البلدية للتتواصل الحملة وحسبما أفاد مدير المدرسة علاء الغراغير إلى عزم الطلبة القيام بأعمال أخرى من دهان جنبات الشارع ووضع أشارات تحذيرية كون المدرسة تقع على الشارع العام خلاصة القول أن المبادرات الاجتماعية للطلاب في لواء دير علا لا تقل أهمية من وجهة نظري عن أي عمل تربوي أخر فإن كانت الاختبارات تحدد المستوى الأكاديمي ، فالمبادرات والأعمال التطوعية تحدد مدى محبتهم ومقدار التفاني في حب المدرسة و الوطن الذي يستحق منا جمعيا بذل الغالي و النفيس في سبيل أعلاء رايته عالية خفاقة والحفاظ على مقدراته و انجازاته لتدوم لنا و إلى ألأجيال القادمة
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390