جرش - الدستور - حسني العتوم
في ذات صباح من صباحات الوطن الجميلة من شهر كانون الثاني 2007 هبطت طائرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في مدينة جرش ليتجه جلالته الى واحدة من مدارس المدينة ، وفوجئ الطلاب والادارة والاسرة التربوية بهذه الزيارة الكريمة .
دخل جلالته الى المدرسة وجال في غرفها واستمع الى الطلبة والمعلمين عن قرب وشاهد بام عينيه وضع المدرسة مما تحفل فيه من ضيق مساحات غرفها وافتقارها الى الساحات وتهالك جدرانها ، وقف طفل يومها في الصف الخامس الابتدائي وقال:"يا جلالة الملك نريد من وزير التربية ان يزورنا ويبني لنا مدرسة كمدارس عمان ".
كان جلالة الملك يستمع حتى الى اراء الاطفال فهو الاب والقائد الذي لم يخذل ابناء شعبه في يوم من الايام ، ابتسم جلالته كعادته بوجه الطفل وقال له ولزملائه "نعم قريبا ستنتقلون الى مدرسة حديثة" .
وما تكاد الزيارة تنتهي حتى امر جلالته ببناء مدرسة حديثة متكاملة ومجهزة باحدث التجهيزات على نفقته الخاصة ، مؤكدا جلالته انه سيعود بعد بضعة اشهر مفتتحا للمدرسة ليرى ابناءه الطلاب وهم في احسن حال ، اضافة الى افتتاح عدد من المشاريع الحيوية في المدينة .
وما ان غادر جلالته المكان حتى بدأت عجلة العمل تسير بانتظام وتسارع لانجاز امر الملك ولم يمض كثيرا من الوقت حتى اصبح الحلم الذي راود الاطفال بمدرسة حديثة حقيقة فيعود جلالته مرة اخرى وفي ذات العام ليطمئن على الاطفال وهم يدخلون مدرستهم الجديدة ويشاركهم فرحهم بها .
مدير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم الصمادي قال لم تكن هذه المدرسة الا واحدة من المكارم الهاشمية التي تحققت هنا في ارجاء المحافظة ، موضحا ان مدة العطاء لهذه المدرسة كان عبارة عن ستة اشهر وهي فترة قياسية لانجاز هذا المبنى الذي تبلغ مساحته 2100 متر شاملا الغرف الصفية والمختبرات والغرف الادارية والحضانة والساحات والمرافق العامة على قطعة ارض مساحتها ستة دونمات بكلفة بلغت نحو مليون دينار .
واضاف ان الانجاز والبناء هو ديدن الهاشميين وقد تعودنا على هذا الطريق الواضح الهادف للارتقاء قدما بالمواطن الاردني وتوفير كافة السبل التي من شأنها ان تقوده الى معارج الرقي والتقدم .
وفي الجولة التي قمنا فيها في ارجاء المدرسة برفقة المهندس المشرف على البناء عبدالرحيم حوامدة ورئيس قسم الاعلام في مديرية التربية باسم عضيبات والقائمة باعمال المدرسة سوسن عمايرة كان كل واحد يحكي قصة المدرسة وهذا الانجاز الذي وصف فيه الطلبة والهيئة التدريسية بين الامس واليوم كمن يسير في الاولى بطريق شائك مظلم وفي الثانية يسير في شارع معبد وشعت مصابيحه من كل جانب . المهندس الحوامدة قال كم هو الفارق بين ما كنا نراه من وضع الطلبة في المدرسة القديمة المستأجرة والتي كانت متهالكة ، واليوم الذي نسير فيه في ساحات المدرسة واروقتها وغرفها المجهزة وهذه الاريحية للطلبة التي ترتسم البسمة على وجوههم والهيئة التدريسية التي تقوم بواجبها خير القيام بعد ان وفرت كافة الامكانات لهم. في حين اشار رئيس قسم العلاقات العامة الى التجهيزات الفنية التي تم توفيرها في المدرسة من اجهزة الحاسوب والمختبرات والمكتبة والتي وفرت المناخ الكامل لتنفيذ العملية التعلمية بكل سهولة ويسر .
اما مديرة المدرسة فأوجزت الواقع بين الامس واليوم بانه هائل وكبير ، وقالت شكرا للقيادة الهاشمية التي لم تغفل رغم القضايا الكبيرة والمهام الجسام التي تضطلع بها عن هموم ابناء الشعب والاطفال ، وقالت لقد صدق جلالة الملك وعده عند اول لحظة تولى فيها مسؤولياته الدستورية بعد رحيل القائد الباني جلالة المغفور له باذن الله الملك الحسين - طيب الله ثراء - حينما قال"لقد كان الحسين ابا لكم كما كان ابي واليوم فانني اب واخ لكل واحد منكم"ذلك الوعد اوفاه ابو الحسين على امتداد ساحة الوطن فنراه
اليوم هنا وغدا هناك يتلمس هموم الناس يبني المدارس والمراكز الصحية والمشافي والمنازل للفقراء ويمسح بيده على رؤوس الايتام ويطمئن على ابنائه حتى من البرد فيبادر الى كسوتهم ويامر بتغذيتهم فله منا كل الحب وسنمضي على العهد والوعد نحافظ على الانجاز ونعظم المكتسبات ليبقى الاردن كما يريده جلالة الملك وكما نريده مزدهرا دائما .
واما الاطفال طلبة المدرسة ففرحهم بمدرستهم كبير فبعد ضيق المكان في المدرسة السابقة الى سعة المكان والساحات الواسعة والى الغرف الصفية الكبيرة والمختبرات واجهزة الحاسوب التي جعلت كل شيء امامهم متاحا لينهلوا من العلم والتعليم ما شاء لهم الله ، تحدثوا عن اعجابهم بمدرستهم والسنتهم تلهج بالدعاء الى الله ان يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ذخرا للوطن والامة .
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390