أمل أبو صبح
شهدت مدارس المملكة الأسبوع الماضي انتخابات مجالس برلمانية طلابية مارس الطلبة من خلالها العملية الانتخابية بكل مراحلها واختاروا نوابهم ورئيس برلمان لكل مدرسة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تفاصيل المشهد الانتخابي لإفراز مجلس النواب الأردني انتقلت إلى أروقة المدارس، فالطلبة يشاركون في العملية الانتخابية من أجل إفراز برلمان طلابي يمثلهم، قادر على طرح أفكارهم بقوة أمام حكومتهم ممثلة بإدارة المدرسة...
«الرأي الشبابي» سجلت هذا المشهد في إحدى مدارس المملكة من خلال التغطية لتلك الانتخابات من الساعة التاسعة حتى الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى إعلان النتائج في تمام الساعة الثانية عشرة وكانت التغطية في مدرسة بنت عدي الثانوية للبنات التي شهدت نجاح 46 طالبة من اصل ثمانين طالبة.
وبشكل مريح وتقيد تام بالتعليمات والشروط التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.. جرت العملية الانتخابية وشملت الطالبات من الصف الخامس ولغاية الصف الثاني الثانوي بحيث تم اختيار طالبين لكل شعبة صفية من خلال اقتراع الصناديق وأشرف عليها المعلمون والمعلمات ورؤساء الأقسام في المديرية.. ومن ثم توجهت الطالبات إلى صناديق الاقتراع واختاروا من يمثلهم في مجلسهم البرلماني الطلابي.
ويبقى خوض تجربة الترشيح للحصول على رئاسة المجلس البرلماني مهمة تطلب حبس الأنفاس لآخر رمق، لذا أمضت الطالبة لينا زهران من الصف العاشر الأسبوع الذي سبق مرحلة الاقتراع في حشد الأصوات الانتخابية، وتوسيع شعبيتها بين زملائها، بعد أن تخمّرت في رأسها فكرة المشاركة بالبرلمان المدرسي.
حصول زهران على أعلى الأصوات تطلّب منها تنفيذ حملة انتخابية انطلقت بداية من دائرة الأصدقاء وساعدها عملها في الإذاعة المدرسية على التواصل مع بقية الزملاء، وسهل عليها طرح نفسها كمرشحة متمرسة على التعاطي بثقة مع إدارة المدرسة.
وتقول زهران: لقد نجح مشروع البرلمان الطلابي في أن يحمل طلبة المدارس على ممارسة العمل الديمقراطي والانخراط في الأنشطة الهادفة.
ومن ناحيتها أكدت الطالبة دعاء الأسلوطي والتي حصدت ثاني أعلى الأصوات عضو البرلمان الطلابي، إلى أن هذا البرنامج استطاع تعزيز مفهوم عمل البرلمان النيابي لدى الطلبة من خلال ممارستهم النظام نفسه في مدارسهم، فهم ينتخبون ويترشحون وينفذون حملات انتخابية ويقترعون ويتقدمون باعتراضات على نتائج الانتخاب. وبالنهاية يفرزون أعضاء مجلس، منهم الرئيس، ويشكلون اللجان. وتجري انتخابات البرلمان على مستوى المدرسة والمديرية أيضا.
وتقول الطالبة نادين جمعة عضو البرلمان الطلابي والتي حصلت على أعلى الأصوات عن تجربتها.. لقد صقلت شخصيتي وأعطتني ثقة بنفسي بحيث صرت اليوم أتكلم بلا خجل. وتقول: التمرّس على التفاعل والمشاركة جعل مني إنسانة قادرة على الحوار والنقاش، وفي المنزل صرت أشارك الأسرة في اتخاذ القرارات.
وبحسب المنسقة خلود الزعيتر إن مشروع البرلمان الطلابي حظي باهتمام عائلات الطلبة الذين صاروا يتابعون نشاطات أبنائهم عن كثب، فصارت الأسر تحفز أبناءها على العمل التطوعي، والمشاركة بالأنشطة العامة، فيما يزيد فخرهم وهم يترقبون أبناءهم في قاعات الاجتماع يحاورون ويناقشون بحماسة.
وتتابع الزعيتر: تتجلى مهمة أعضاء هذه المجالس بحمل طلبات الطلبة أمام إدارة المدرسة وحتى المشاركة في النقاش حول أوضاع منطقتهم. وهذه التجربة الناجحة، المدعومة من منظمة اليونيسيف والتي تهدف لمواصلة الدعم المتواصل للبرامج والمشاريع التطويرية التي تنفذها لوزارة التربية والتعليم بشكل عام ولمشروع المجالس البرلمانية الطلابية بشكل خاص، قد تعمّمت على مديريات التربية كافة، بغية تعزيز المبادىء والقيم الديمقراطية بين طلاب المدارس.
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390