عمان - الدستور - نيفين عبدالهادي
أعلن وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ان الوزارة شارفت على الانتهاء من استراتيجية متكاملة لتعزيز ثقافة الحوار في المناهج والمدارس، كاشفا بهذا الخصوص انها تتضمن مسارين الاول انشاء اندية حوار في المدارس اعتبارا من العام القادم، والمسار الثاني هو المناظرة عبر المناهج، حيث سيتم اعادة تنظيم المناهج المدرسية على مراحل بحيث تدخل استراتيجية المناظرة ضمن العملية التعليمية.
واشار النعيمي في حديث خاص لـ»الدستور» حول استراتيجية الوزارة لتعزيز الحوار وادخال هذه الثقافة في المناهج والمدارس، الى ان الاستراتيجية تتضمن التركيز على تدريب المعلمين ليتمكنوا من التعامل مع هذه المنهجية التربوية الجديدة والمتطورة، معلنا انه تم الانتهاء قبل ايام من تشكيل الفريق المحوري لتطبيق الاستراتيجية، فيما يتم تدريبه الان في مركز الاميرة بسمة حول المهارات الخاصة بادارة المواقف المتعلقة بالمناظرة والحوار.
وفي ذات الشأن قال وزير التربية والتعليم ان الوزارة شارفت على الانتهاء من اعداد دليل للمناظرة للمعلمين والمشرفين والادارات المدرسية.
وفي التفاصيل، قال النعيمي انه ورد ضمن بيان الحكومة أمام مجلس النواب اجراءات حكومية تتعلق بتعزيز ثقافة الحوار في المناهج الدراسية، وعليه بدأت وزارة التربية والتعليم على الفور من خلال فرق ولجان عمل وطنية بإعداد اوراق عمل تتعلق بهذا الملف.
وبين النعيمي ان عمل اللجان بدأ بسؤال عريض هو «ماهي ثقافة الحوار؟» هل نريد فقط الحوار بمفهومه التقليدي ام اننا نريد تطبيق مبدأ «المناظرة» بمعنى وجود الرأي والرأي الآخر، وبالتالي كان التوجه ان نركز على «المناظرة»، هذا المبدأ الذي يشمل مجموعة من المهارات والعناصر يأتي من ضمنها الحوار.
وزاد النعيمي انه بعد دراسات تكاملت اوراق العمل وبدأنا ببعض الاجراءات الاولية المتعلقة بالأندية الصيفية، فيما يتعلق بتكريس ثقافة الحوار والمناظرة، فيما سنعمل على توسيع مظلتها لهذا الصيف في كافة محافظات المملكة، وسيكون احد برامجها الرئيسية متعلقا بتنمية ثقافة الحوار واجراء المناظرات بين الطلبة انفسهم.
واوضح وزير التربية ان ما نريد ان نحققه في منهجية المناظرة التي يأتي من خلالها الحوار الصحيح، الا يكون الهدف العريض العام منها ان ننظر الى المناظرة على انها استراتيجية فاعلة من استراتيجيات التعلم والتدريس وبالتالي تدفع باتجاه تطوير نوعية التعلم فقط، وانما ان تكون ايضا إحدى المهارات الاساسية التي تدفع باتجاه ان يكون التعلم ذا معنى بالنسبة للمتعلم، تتطور اتجاهات ايجابية ناتجه عنها نحو المدرسة والمنهاج ويصبح التعلم تعلما هادفا.
وشدد النعيمي ان هذه المنهجية ستدفع باتجاه ما نسميه المجتمع المعرفي من حيث ان الحوار والمناظرة قائمان بالاصل على البحث عن المعلومات حول القضية التي يريد ادارة المناظرة حولها، ثم تصنيف هذه المعلومات ومقارنتها وتحليلها حتى يصبح الطالب قادرا على الدفاع عنها وهو في المناظرة.
وكشف النعيمي انه تم الاتفاق على ان يكون مسار العمل في تطبيق الاستراتيجية على مسارين أساسيين الاول متعلق بانشاء اندية حوار في المدارس اعتبارا من العام القادم، والمسار الثاني هو المناظرة عبر المناهج، بمعنى ان المناظرة اثناء المراجعة التي تقوم بها الوزارة من خلال فرق وطنية خاصة بتطوير المناهج، ستعمل على ادخالها في المناهج كمواقف في تعليم المواد على اختلافها مثل اللغة العربية والتربية الاجتماعية والوطنية والعلوم والرياضيات، وغيرها من المواد.
وردا على سؤال فيما اذا كانت هذه الخطوة ستؤدي التى تغير في المناهج المدرسية ومضمونها، قال الوزير: نعم، سيتم اعادة تنظيم المناهج لكن على مراحل بحيث تدخل استراتيجية المناظرة ضمن الاستراتيجيات التعليمية، لافتا الى انه يجب الا يغيب عن بالنا حينما نتحدث عن المناظرة اننا نتحدث عن سياسات تهم الرأي العام، وبالتالي ينعكس ذلك على المناهج فحينما نتحدث عن البيئة او مواقف تتعلق بالتربية الاجتماعية او بحقوق الانسان او بدور المرأة كلها مواضيع يمكن ان تدور حولها حوارات ومناظرات، من شأنها تطوير فكرة.
وردا على سؤال آخر حول الاجراءات الخاصة بالمعلمين للتعامل مع هذا النهج الجديد سواء كان في المناهج او طرق التدريس، ومدى تأهيلهم لهذه الغاية قال وزير التربية ان المعلم مؤهل للتعامل مع المنهجية الجديدة، وقد شكلنا فريقا محوريا للتعامل معها، ويتم تدريبه الان في مركز الاميرة بسمة لمدة اسبوعين حول المهارات الخاصة بادارة المواقف المتعلقة بالمناظرة، وسيتم الاعتماد عليه لتدريب المعلمين في وقت لاحق، وتطبيق هذه المنهجية الجديدة.
وأعلن في ذات الشأن ان الوزارة شارفت على الانتهاء من اعداد دليل للمناظرة سيوزع على المعلمين والمشرفين والادارات المدرسية، وهذا بالتاكيد يحتاج الى تدريب، وعليه سنستمر ببرنامج التدريب خلال الصيف.
وعن آلية تطبيق المناظرة اوضح النعيمي انه من المعروف بنهج المناظرة انه اولا يتم تشكيل فريقين بالمدرسة او داخل الصف ثم تبدأ عملية البحث ويتشكل الموقف لدى كل فريق ويعرض امام الصف موقف الطرفين، ثم تعطى الفرصة للطرف الاول للرد وتفنيد دفوعات الطرف الثاني وهكذا يعطى الطرف الاخر ذات الفرصة، مع وجود مجموعة من المحكمين من الطلبة انفسهم لمتابعة الوضع، وهناك نماذج تقييم محددة حتى يحكموا على أساسها، والوصول بالمحصلة الى الفئة التي عرضت موقفها بصورة أفضل.
وقال النعيمي انه ليس الحُكم هو ما نريده في نهاية الامر، بل المهم ان الطلاب يفكرون بالامور ويدافعون عن مواقفهم، وبالتالي تتكرس منهجية الحوار وتمكين الطلبة من ادوات العقل والمهارات، التي تمكنهم بالمحصلة من تكوين اتجاهاتهم ومواقفهم في الحياة وسلوكاتهم بناء على المعلومة وتمحيصها بدلا من السماع فقط.
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390