يشارك الأردن الدول العربية الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية والذي يصادف الثامن من شهر كانون الثاني من كل عام، وتأتي مشاركة الأردن بهذا اليوم إدراكاً لخطورة مشكلة الأمية وضرورة التغلب عليها، بما يسهم في تحسين نوعية حياة الأفراد، وزيادة انتاجيتهم ورفع مداخيلهم.
وايماناً من الحكومة الأردنية بأهمية تحقيق التربية المستدامة، عملت وزارة التربية والتعليم على رسم السياسات الخاصة بمحو الأمية ضمن إطار الاستراتيجية الخاصة بقطاع التربية من خلال تعزيز برامج تعليم الكبار، وتنسيق البرامج والشراكات، والإشراف على حملات محو الأمية، وتنفيذ البرامج والمشاريع الهادفة إلى توفير بيئات تعلم للجميع.
لقد أدرك الأردن، منذ عقود خلت، خطورة هذه المشكلة، وما تسببه من عقبات أمام برامج التنمية المستدامة، فقامت وزارة التربية والتعليم على فتح مراكز لتعليم الكبار ومحو الأمية، وتوسعت فيها حتى شملت جميع أرجاء المملكة؛ لتوفير الفرص التعليمية للمواطنين الذين حالت ظروفهم دون مواصلة تعلمهم وهم في سن التعليم المدرسي رغم رغبتهم بمواصلة التعلم.
كما تعمل وزارة التربية والتعليم على توفير جميع مستلزمات التعليم للدارسين مجاناً، ففي العام الماضي بلغ عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية التي تم افتتاحها (340) مركزاً، التحق بها (3499) دارساً ودارسة. ونتيجة للخطط الإجرائية بعيدة المدى التي نفذتها وتنفذها الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية، فقد انخفضت نسبة الأمية في الأردن من 88% عام 1952 إلى أن وصلت النسبة العامة للأمية حتى نهاية عام 2015، إلـى (6.4٪) بواقـع (3.4٪) للذكور، و(9.5٪) للإناث، وذلك حسب البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة.
وتأكيداً من وزارة التربية والتعليم على أهمية تحقيق مبدأ التعليم للجميع وإدراكها لمخاطر مشكلة التسرب وما تعكسه من إفرازات سلبية تسهم في رفد الأمية وتغذيتها، عملت الوزارة بالتعاون مع العديد من الشركاء على تنفيذ برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين، إذ تم افتتاح (120) مركزاً؛ لتعزيز الثقافة للمتسربين، التحق فيها (1680) دارساً ودارسة، وذلك إلتزاماً من الوزارة بدورها الوطني في حماية الأطفال المتسربين، وإعدادهم وتمكينهم من بناء ذواتهم والإسهام في نهضة مجتمعهم، كما وتقوم الوزارة بالتعاون مع عدد المنظمات المحلية والدولية للحد من ظاهرة عمل الأطفال باعتبارها سبباً رئيساً لتسرب الأطفال من المدارس.
وتكثيفاً للجهود الرامية لشمول كافة فئات المجتمع بالخدمات التعليمية تقوم الوزارة حالياً بتنفيذ برنامج للتعليم الإستدراكي للفئة العمرية (9 – 12) من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس، وحرصاً منها على ترجمة الأهداف المتعلقة بالعقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015-2024)، تم العمل على إعداد الخطط الإجرائية اللازمة، وتحديد آليات العمل، ورسم الأولويات والبدء باتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية ذات العلاقة بأهداف العقد العربي لمحو الأمية.
ودعت الوزارة المؤسسات الوطنية الرسمية وغير الرسمية كافة، وبخاصة أجهزة الإعلام؛ لتوجيه الاهتمام بالبرامج والخدمات التربوية التي يوفرها النظام التربوي الأردني في مجال التعليم غير النظامي كبرنامج تعليم الكبار ومحو الأمية، وبرامج ما بعد الأمية كبرنامج الدراسات المسائية، وبرنامج الدراسات المنزلية، وبرنامج تعزيز الثقافة للمتسربين.
كما توجه الوزارة الدعوة إلى كافة المؤسسات الشبابية والكليات والجامعات إلى الاهتمام بالشباب، واستثمار أوقات فراغهم في توعية الأميين وحفزهم على الالتحاق ببرامج تعليم الكبار؛ لتطوير نوعية حياتهم وتحسين فرص تعلمهم.