بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
الحضور الكرام
يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اليوم الذي نلتقي فيه مع هذه النخبة من الصحفيين والإعلاميين والتربويين للحديث حول نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام 2017 الدورة الصيفية.
أولياء الأمور، أبنائي الطلبة
لم أجد نفسي في ما مضى من أيام بمنأى عن مشاعر الأسرة الأردنية التي سهرت مع أبنائها، والمعلم الذي ما كلت يده وهو يصحح الأوراق، والطالب الذي اختلطت عليه الأحاسيس وهو ينتظر قطاف جناه.
كانت الأسرة التربوية برمتها معكم، وحرصنا على أن نسير يدا بيد على مدى الأشهر الماضية جاهدين على تيسير المسيرة التربوية، من غير أن يخالط التيسير تساهل، والتزمنا بثوابتنا التربوية التي أرسى قواعدها جيل وفي من بناة هذا الوطن، ولكن من غير أن يصيب الالتزام جمود، وسرنا قدما في مشروع الثقة الحقيقية بين المواطن ومؤسسة الدولة متشرفين بخدمة وطننا الأغلى من أصغر موظف في سلم وزارتنا إلى أعلى موظف.
أيها الحضور الكرام
النجاح يُعزى لصاحبه ولاجتهاده، وللإرادة البشرية القوية التي تمكن أصحابها من الوصول للقمم، ومهما عملت الوزارة لتسهيل العملية التعليمية والتربوية لطلابنا لا يمكنها أن تنجح بدون إرادتهم هذه، لذلك هنيئا لكم ولعائلاتكم ولمدارسكم لقد رفعتم رؤوسنا بحق ، ونتمنى ممن ذاق طعم النجاح اليوم ألا يرضى بأقل منه في المستقبل مهما عاكسته الظروف. هذا وعد أريد من طلابنا المتفوقين أن يعدوني به شخصيا، فبهذا المعيار الصعب فقط نضمن غدا أفضل لنا جميعا.
لكنني وفي ذات الوقت أرى أنه ومن العدل أن تتشارك الوزارة حصتها من المسؤولية مع طلابنا الذين لا يزالون على موعد مع النجاح. ولو كان الوضع مثاليا لما جاءت الورقة النقاشية الأخيرة لجلالة الملك بهذا الصدق لتدفعنا نحو مراجعة أنفسنا ومراجعة ما نقدمه لكم في الصفوف الدراسية وكيف نقدمه. لهذا السبب لا بد من أن نشد على أيدي من لم نهيئ لهم الظروف للنجاح وقد أرادوه، ونعدكم أن نجعل المدرسة مكانا أنسب لتحقيق أحلامكم ونيل مرادكم.
الإخوة والأخوات
آن للعملية التعليمية برمتها أن تخلع رداء الخوف، وآن لها أن تتوشح باليقين بأن المستقبل يفتح ذراعيه لأبنائنا من غير أن يكبح طموحهم خوف، ولا أن تتعثر آمالهم بإخفاق عابر، وأن يدفعهم الشغف والإقبال على العلم والمعرفة. وفي هذا المضمار اتخذنا في الوزارة مجموعة من القرارات التي ستعزز في طلابنا الثقة وتنير لهم الأمل من أبرزها: منح فرصة التقدم لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للطلبة الذين أخفقوا في ثلاثة مباحث فما دون، وكانوا قد استنفدوا حقهم في التقدم للامتحان، وفتح المجال أمام أبنائنا بدءا من العام القادم للتقدم بعدد غير محدود من الدورات الامتحانية، وإصلاحات على العملية التعليمية برمّتها وفي جميع مراحلها.
أيها الحضور الكرام
الفشل والنجاح ، مفاهيم نحن من يصنعها كمجتمع، ونسوقها كمسلمات غير آخذين بآثارها على أبنائنا الطلبة وعلى مستقبلهم، وهي ليست بالضرورة مفاهيم مطلقه بل نسبية. كل إنسان، في مسيرته الحياتية، يفشل في شيء ما في مرحلة ما. الفرق بين إنسان وآخر ليس في أن أحدهم "ناجح" والآخر "فاشل", بل في أن أحدهم يأبى الاستسلام للفشل ويجرب مرات ومرات ومرات ويعيد النظر بالأهداف والسُبل، بينما الآخر يستسلم لليأس ويفقد الأمل ويتنحى عن معركة الحياة. فالناجح الحقيقي هو الذي يتحلى بالصبر والجلد والمثابرة، ولديه المهارة والقدرة على الاستفاده من التجارب الفاشله وتحويلها إلى قصص نجاح.
فخوض تجربة التحدي يمنحنا فرصة لاكتشاف الذات بجوانبها القوية لتعزيزها وجوانبها الضعيفة لتحسينها، وللنجاح أبواب كثيرة إن أغلق منها باب فتحت أبواب، وإنما ما يقرر حياتنا هو إتقاننا لما نقوم به، لا مسميات وظائفنا.
الإخوة والأخوات
اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب عن شكري وتقديري لكل من أسهم معنا في إنجاح هذا الامتحان، وأخص هنا بالذكر الأجهزة الأمنية وهيئة الاتصالات الخاصة – الجيش العربي وديوان المحاسبة وأجهزة الإعلام والمجتمع المحلي.
ولا أنسى أن أزجي تقديري لنقابة المعلمين الأردنيين الذين ساندونا طوال مدة عقد الامتحان، وكانوا بالفعل شركاء فاعلين.
وأتوجه بالشكر الجزيل إلى الزميلات والزملاء أعضاء الأسرة التربوية من مراقبين ومصححين ورؤساء قاعات ولجان امتحان الذين بذلوا قصارى جهدهم ليتم هذا العمل على الوجه الأمثل، ولا يفوتني أن أشكر زملائي في إدارة الامتحانات والاختبارات الذين واصلوا الليل بالنهار في عمليات الفرز والتدقيق والتفتيش والمطابقة، وصولا إلى استخراج النتائج بصورتها النهائية.
وأختم حديثي مباركا لأبنائي الطلبة الذين اجتازوا تحدي الثانوية العامة بأسمى عبارات التهنئة لهم ولذويهم ولكل من
أسهم معهم ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، وأقول لهم: أعدوا أنفسكم لتحدٍ جديد في المجال الأكاديمي أو المهني أو في سوق العمل، وأقول لأبنائي الذين ما يزالون على موعد مع النجاح: إني على يقين أنكم على بُعد خطوة من النجاح، سنخطوها معكم وسنشارككم فرحتكم قريبا إن شاء الله.
وللأسرة التربوية برمتها أقول: فلنحقق رؤية أبي الحسين بأن يصبح الأردن منارة للعلم والفضيلة والتسامح.
حمى الله الأردن في ظل حضرة مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390