" إِلى الأَبِ الحاني، وَالمُديرِ الغالي، وَقائِدِ مَسيرَتِنا في صَرْحِ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، وَرُبّانِ سَفينَةِ الخَيْرِ في بَحْرٍ لَطالَما اعْتَلَتْ بِنا أَمْواجُهُ فَكانَ خَيْرَ ناصِحٍ أَمين، وَخَيْرَ واثِقٍ مَتين، أَيُّها السَّيِّد في مَقامِكَ، وَالأبُ في مُقامِكَ، عَرَفْناكَ رَجُلاً أَميناً مُخْلِصاً عادِلاً في إِدارَتِكَ، فَكُنْتَ خَيْرَ رَئيسٍ، وَأَجْدَرَ أَنْ يُعْتَدَّ بِرَأْيِكَ وَتَدْبيرِكَ لِلْأُمورِ، نَحْنُ أَبْناؤُكَ ، نُرْسِلُ لَكَ مِنْ سُوَيْداءِ القُلوبِ رِسالَةً يَعْتَريها الحُزْنُ وَالأَسى فَقَدْ لاحَتْ بَوادِرُ الرَّحيلِ، لكِنَّهُ رَحيلُ الأَجْسادِ عَنِ الأَماكِنِ وَبَقاءِ القُلوبِ دافِئَةً تَنْبِضُ بِحُبٍّ لا يَنْضَبُ مَعينُهُ.
نحنُ فارقناكَ في مكان عملك ( الأغوار الجنوبية ) لكنك باقٍ في قلوبنا أبا سيف ، فكنْ بخيرٍ دائماً نسعدُ بذلك، أَمَا وَقَدْ حانَتْ لَحْظَةُ الفِراقِ...وَآنَ أَوانُ الارْتِياحِ لَكَ...وَجَدَّ عَلَيْنا وَعَلَيْكُمْ كُلُّ جَديدٍ...فِإِنَّنا نَسْأَلُ اللهَ العَلِيَّ القَديرَ مِنْ واسِعِ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُعْطِيكَ العُمْرَ الـمَديدَ في طاعَتِهِ، وَأَنْ يُوَفِّقَكَ في حَياتِكَ لِما يُحِبُّهُ وَيَرْضاهُ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ دائِماً ذُخْراً وَسَنَداً لَنا وَلِلْمُجْتَمَعِ وَالْوَطَنِ، وَأَنْ يَكونَ الـمُقْبِلُ مِنْ أَيّامِكَ سَعادَة وَفَرَح، وَتَذَكَّرْ أَبانا العَزيزْ أَنَّ الانْقِطاعَ عَنْ مَكانِ العَمَلِ لا يَعْني الانْقِطاعَ عَنْ وَصْلِ الأَحِبَّةِ فيه، فَإِنَّنا نوصيكَ بِكَثْرَةِ السُّؤالِ، وَتَتَبُّعِ الأَخْبارِ وَالأَحْوالِ، وتحسّسِ أماكن الوصلِ فإنّا ننتظركَ في كلّ مكانٍ تحبُّ أنْ تكونَ فيه حاضراً، كُنْ بِخَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ وَأَرْضاكَ، نَكُنْ بِخَيْرٍ طابَ مَسْعاكَ.
الأستاذ :انس ارشيدات
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390