مديرية تربية بصيرا
بصيرا عاصمة مملكة أدوم
بصيرة هي عاصمة مملكة أدوم ، وتعني كلمة بصيرة باللغة الأدومية الدرع الحصينة ، وهذا الاسم مشتق من طبيعة المنطقة التي تقوم عليها مدينة بصيرا فهي محاطة من جهاتها الشرقية والغربية والشمالية بأودية سحيقة عميقة يصعب اختراقها وأما الجهة الشرقية فمحمية بأبراج وقلاع ضخمة ترد أعتى الجيوش.
أما أدوم فهو لقب وليس اسما ، وأما الاسم فهو عيسو ابن النبي إسحق ــ عليه السلام ــ ، وتذكر الوثائق التاريخية أن عيسو استوطن منطقة جبل سعير ؛ ذلك أن أباه إسحق ــ عليه السلام ــ كان يسكن أرض كنعان ، وقد اختلف ولداه يعقوب ــ عليه السلام ــ وعيسو على لقب البكورة ، واستحقاق بركة الوالد ، وبسبب هذا الخلاف أخذ عيسو أبناءه وبناته ومواشيه ورحل من أرض كنعان إلى أرض جبل سعير ، وحين كثر أولاد عيسو وحفدته أطلق عليهم لقب العمالقة ، والعمالقة أقدم العرب زمانا ن لسانهم اللسان المضري الذي هو لسان كل العرب البائدة ، والعمالقة هم الذين فتحوا مصر باسم قبائل الشاسو ، وتعني كلمة الشاسو البدو أو الرعاة .
أما منطقة جبل سعير فهي مقاطعة جبلية تمتد من بحر لوط ( البحر الميت ) إلى ميناء عصيون جابر (ميناء العقبة ). ويحده شرقا البرية العربية ويحده غربا وادي عربه. ويقف حده الشمالي عند سيل الحسا الذي يصب في الطرف الجنوبي للبحر الميت.
وتعود البدايات الحقيقية لدولة أدوم إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد ويعتبر الملك بيلا أول ملوك أدوم، ويعود أول ذكر لأدوم في المصادر المصرية إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد زمن الفرعون مرنبتاح وذلك في نص كتبه أحد موظفي الحدود جاء فيه :( لقد انتهينا من السماح للقبائل البدوية ــ الشاسو من أدوم بالمرور عبر قلعة مرنبتاح).
لقد شهد القرن العاشر قبل الميلاد فترة ازدهار لمنطقة الأردن فقد ظهرت فيه ثلاث ممالك قوية عي عمون ومؤاب وأدوم التي عاصمتها بصيرة وفي هذه الفترة كان العمالقة الأدوميون مع ملكهم (جالوت) قد عظمت نكايتهم في بني إسرائيل حتى كادوا يهلكونهم ، لولا أنْ منّ الله على بني إسرائيل بجعل داود ــ عليه السلام ــ يقتل جالوت. وبعد هذا سيطر النبي داود ــ عليه السلام ــ على منطقة أدوم إلى أن توفاه الله.
وقد كشفت الحفريات التي أجرتها الباحثة البريطانية ( كرستال بنت ) في منطقة بصيرا وجود تأثير للحضارة الأشورية على هذه المدينة في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وهذا ما تؤكده الدراسات والوثائق فبصيرا هادنت الأشوريين وكانت تدفع جزية مقدارها اثني عشر( منا )فضة. وبعد سقوط نينوى عام 612 قبل الميلاد ظهرت قوة جديدة في المنطقة هي الإمبراطورية البابلية .
وقد استطاع نبوخذ نصر من الاستيلاء على مدينة القدس عام 597 قبل الميلاد وخلال حكم نبوخذ نصر قام المؤابيون والعمونيون بغزوات على فلسطين حين كان يواكيم ملكا على يهوذا وقد تحالفت الأردن وفلسطين وجانبا من سوريا ضد نبوخذ نصر ونتج عن هذا التحالف هزيمة للمتحالفين وترحيل اليهود أسرى إلى بابل على أن بعض اليهود فر إلى مؤاب وأدوم طلبا للنجاة وفي حوالي سنة 580 قبل الميلاد بدأ الأنباط يحتلون بلاد أدوم وفي حوالي عام 555 قبل الميلاد لحق بالمنطقة زلزال كبير أدى إلى دمار شامل أصاب عاصمة الأدوميين ( بصيرة ) .
المراجع :
1- أحمد سوسة ، العرب واليهود في التاريخ – حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الأثرية – الجبري للإعلان والطباعة والنشر .ط2. دمشق 1973.
2- عماد جاسر العزة ، أسماء الأشخاص والأماكن عند الأدوميين ، رسالة ماجستير ، الجامعة الأردنية 1995.
3- إحسان عباس، تاريخ دولة الأنباط ، دار الشروق ، عمان ، ط1 1987.
4- ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني الكامل في التاريخ ، المجلد الرابع – تاريخ ما قبل الهجرة النبوية، دار الكتب العلمية – بيروت ، تحقيق أبي الفداء عبدالله القاضي – ط1 – 1987.
5- أ.لويس مخلوف – الأردن تاريخ وحضارة وآثار، عمان – المطبعة الاقتصادية ، ط1-1983.
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390